استطاعت الجزائر في الفترة الممتدة بين القرن السادس عشر ونهاية القرن الثامن عشر
من اكتساب هيبة دواية نتيجة لتفوقها الحربي في البحر المتوسط.
وهذا مادعا معظم الدول الأوروبية إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها (فرنسا-انكلترا
–ايطاليا –دول شمال أوروبا) والى اكتساب مودتها بحيث كانت الجزائر الدولة الوحيدة
التي التزمت الدول البحرية (الولايات المتحدة –انكلترا –فرنسا –الدانمارك –هولندا
–نابولي –سردينيا ) بدفع إتاوات سنوية لها مقابل حماية سفنها من سائر عمليات القرصنة
أثناء مرورها في البحر المتوسط وقد ظلت اسبانيا الدولة البحرية الوحيدة التي لا يوجد
بينها وبين الجزائر معاهدة سلام بسبب استمرار الاحتلال الاسباني لميناء وهران في عام
(1792) وقعت الدولتان صلحا اشتراط احد بنوده بان تدفع اسبانيا للجزائر إتاوة سنوية
بالإضافة إلى التزامها بتقديم هدايا كبيرة إلى الدولة الجزائرية كلما وفد عليها قنصل
اسباني جديد.
و قد استمرت هذه السيادة البحرية للجزائر في حوض البحر المتوسط الغربي حتى بداية
القرن التاسع عشر حيث آخذت في الضعف والانحسار نتيجة للعوامل التالية .
1- قيام الثورة الصناعية في أوروبا وهو مكن الدول الأوروبية من امتلاك أساطيل
متطورة تفوقت على الأسطول الجزائري وسلاحه